fear and weakness

الخوف والضعف....

قل لي يا أخي هل تخاف؟ قل لي هل عرفت الضعف يوماً... مما تخاف عادة وماذا تفعل لتتغلب على خوفك؟
قل لي يا صديقي كيف تعيش ضعيفاً ؟ كيف تمضي يومك تنظر من حولك كيف تنتظر عون من لا عون لهم....
قل لي ولو كلمة، قل كلاماً عذباً تطرب به أذني، قل أني لن أخاف في ما بعد، قل أنك سندي وعوني، أنك لي بقربي، في يوم ضيق تستجيب لي، في يوم حزن تنصت إلي، في يوم عوز تنجدني من عوزي...
قل أن لي إخوة أحبهم، وهم بدورهم يحبونني، إخوة تحلو بهم الجلسة ويصفو معهم الجو، قل لي انك أبدعتني، لكي أنطق مسبحاً إياك، ما لي وما للضعف في حياتي، ما لي وللخوف في مخيلتي، بين أفكاري....
فتحت قلبي ذاك اليوم، أردت أن أقرأ ما يجول فيه من اضطراب وخوف وألم، وجدت صفحات كثيرة لكنها كلّها كانت بيضاء، وفي مقدمة الصفحات وجدت الكلمة، وجدتها تقول لا تخافوا فأنا معكم، لم أفهم عندها معنى هذه الكلمات لأني كنت بعد لم آلاف القراءة والكتابة حين كنت لا أزال صغيراً.
ثم بعد، أمسكت قلمي الرصاصي لأخط بعض الأحرف التي علّموني إياها، بدأت من أول الأبجدية، وكلّ ما قالوا لي أن أرسمه هو أول حرف من أحرفها... قالوا لي أكتب أرسم حرف الألف، فكتبت "أنا" ثم رسمتها مرات عديدة حتى ألفتها، حفظتها غيباً ملأت كتابي منها، ثم فطنت أني كنت أكتب في قلبي، وامتلأ القلب منها، لم أعد أدرك إلا نفسي، ولم أعد أرى إلا نفسي، رحت أبحث عن الممحاة بين أغراضي، لكني لم أجدها سألت صديقاً عنها فقال لي أخاك استعارها اليوم وأخذها معه إلى المدرسة. رحت أبحث عن أخي أردت الممحاة، ركضت خارج البيت، وكان المطر يتساقط فابتلّ كتابي وتساقطت أحرفي منه، عندها وجدت أخي، قلت له أين الممحاة، فقال لي إني بحاجة لها اليوم أرجوك دعها معي، رفضت وقلت لا إنها تخصّني، أنا، أنا وحدي، خفت من أن يأخذها مني، أردت أن أحتفظ بها لنفسي.

ثم فتحت كتابي لأمحي أناي منها، لكنني وجدته بلا سطور.... وجدت أن لا مكان بعد لأخط شيئاً آخر، كان قد ابتل واهترأ. عندها عدت لنفسي وأخذني التساؤل بعيداً وبعيداً جداً... أبحرت سفينة أفكاري، دون أن ألاحظ أن الرب اتكأ فيها ليستريح من كثرة الأشقياء الذين مثلي لا يكفون عن الطلب والإلحاح، كل ما يهتمون به هو نفسهم... أخذت السفينة تهتز بي وسيدي نائم فيها، خشيت أن أوقظه، لم أعلم أنه بكلمة واحدة قادر أن يأمر الريح فتطيعه، شككت.... خفت، ضعفت وصرخت من خوفي يا رب أنقذني لأني أغرق، فالتفت إلي وقال يا قليل الإيمان، يا كثير الخوف، يا ضعيف النفس إلى متى أكون معك... لم أفهم حينها كلمته لي، لم أفطن لكنني فرحت أنه هدأ أمواج أفكاري، أنقذني...
يا ربي "أنا" إنسان ضعيف، أعيش لأنك تسمح لي بأن أنشق الهواء، آكل لأنك تسمح لمعدتي أن تهضم الطعام، أتأمل لأنك وهبتني قلباً ينبض وعقلاً سيداً على جسدي، فإن فسد هو فسد الجسد كلّه، قد عرفت الضعف، قد خبرت الخوف، أما أنت نفسك خبرتها حينما كنت بيننا يوماً، لكن الآن لا مجال بعد للخوف، لأنك قلت "لا تخافوا" "أنا معكم حتى انقضاء الدهر"، لذلك يا رب أنظر إلى ضعفي وأغث عدم إيماني لأني أعلم أنه لو كان لي إيمان لما كان الخوف يتآكلني، نسيت أن أذكرك حين كنت سعيداً، ظننت أنني لا أحتاجك، لكني لم أدرك أنك كنت هناك، سبب فرحتي، لكنني لما أغلقت قلبي أمامك، وتركتك واقفاً تحت الباب، بللتُ جسدك لا بدموع بل بخطاياي الكثيرة، مع كل ذلك لم تسأم القرع، كنت لك هذا الخروف الضال، وكنت هذا الراعي الصالح، لكن الآن إقرع لأفتح لك، أعددت لك العشاء، أحرقت خطاياي من أجلك، أوقدت أفكاري النجسة وملّحت طعامي بدموعي، أنظر لأن عينك ترى الكل يا أيها المعطي بسخاء. لن ألحّ الطلب لأنك تعلم بحاجاتي، إني أحتاج رحمتك، عطفك وشفقتك، تُرى؟ أتغفر لي يا رب؟ هل تسامح شقائي، هل تفتح لي يدك وتعانقني؟ أنا لا أحتاج حلة أولى ولا عجلاً مثمناً، بل رحمتك يا سيد الخليقة. عرفت عطفك يوماً يمس قلبي، أحسست أنك بقربي، لا ترذلني يا ربي وإلهي، أنت قمت من بين الأموات وأقمت المائتين فالآن أقم قلبي من سباته، هو لم يمت بعد، أيقظه لأنه ينتظرك، أعذرني لم أستطيع السهر ولا ساعة واحدة، لكن أنت المشرق على الجميع، أضئ نورك علي، أنا لا أستحق معاينته، ويل لي فالبرقع على وجهي، وما زلت خائفاً من نفسي ومنك ومن أخي، قد سئمت الخوف يا الله، أنصت إلى صوت تضرعي، قد صرخت إليك النهار كلّه، يا رب نجّ نفسي من سيئات نفسي وأزل ضعف قلبي، يا الله أنت رجائي أنت عوني أنت سندي، أنت لي أباً فكن على قلبي سيداً حتى أستحق أن أشارك العشاء الأخير والعرس الكبير، الذي أعددته للذين يحبونك، حتى أنك كما صرفت قائد المئة مطمئناً هكذا اصرفني مزيلاً خوف نفسي، وكما أقمت لعازر الرباعي الأيام، أقم قلبي الذي مات منذ سنين، وكما أمرت المخلع أن يحمل سريره هكذا جد بحنانك على نفسي المخلّعة لأنك أنت وحدك الرب القوي والقدير، الذي يليق له المجد والإكرام الذي يقبل الخطأة بحنان، ويشفي ضعف النفس قبل الجسد، لك وحدك يا رب أسجد وإياك أعبد أنت وحدك مع إبنك المتجسد وروحك القدوس المتعصرن الآن وإلى الدهور التي لا نهاية لها. آمين

Nice one Bach
Keep posting you writings...
For the other members, we are waiting for you.

Ila llika2
Rami

very wonderfull, this write give an idea, hope to discussed seriously what if we make apost for al i3teraf naktoub fihi khatayana w nounakishha sawiyatan? chou bashir ala yousa3edna zaleka an nagloub alkhawf wa an najed al masiah fi koulin menna

allah y2awik bachir
ktir 7elwi
ana 7asset enha ssala
keep writing 3atoul wne7na mne2ra!!!
al massi7 kam