باعتقادي أن الإنسان، في لبنان، كان مفقودًا حتى ما قبل الحرب الحاضرة (وإن كانت هذه الحرب قد أجهزت عليه)، وإننا لم نكن لنصل إلى ما وصلنا اليه من أهوال وبشاعات ف الحرب الحاضرة لو كان الإنسان موجودًا بالفعل في وطننا. من هنا أن دور الأرثوذكسي المؤمن هو أن يشهد، بأقواله وأفعاله، لأصالة الإنسان، وسط الدمار الحاضر، وأن يسعى إلى ترميم هذه الأصالة فيه وحوله، فيمهّد بذلك لولادتها في لبنان الغد، بحيث يصبح تكرار المأساة الحاضرة مستحيلاً في المستقبل.
إنه صراع من أجل الإنسان لا يقلّ قسوة عن صراع الأسلحة، ولكنه يصبّ في الصراع الحقيقي، الذي تحدّث عنه الياس خوري، "صراع المنطقة العربية مع أمراضها وأعدائها". فدعوة لبنان وفرادته، إنما هي أن يكون رائد تغير المنطقة وتجديدها (وقد عمّقت مأساته الحاضرة دعوته هذه وزادتها مصداقيّة). لذا فبناء الإنسان الجديد فيه إنما هو باكورة تحرر المنطقة هذه من أمراضها وإفشال خطط الأعداء الذين يستغلّون هذه الأمراض ويتخذون منها أمضى سلاح بين أيديهم لإذلال المنطقة وإخضاعها لهيمنتهم وجشعهم.
وفيما يلي ثلاثة حقول أعتقد أنه يمكن للأرثوذكسيّ المؤمن أن يعمل فيها منذ الآن على بناء الإنسان الجديد المتحرر من أوزار الماضي، ذلك الإنسان الذي سوف يقوم عليه لبنان متجدد وقابل للحياة وقادر على مواجهة كافة التحديات وعلى لعب دور طلائعي ورائد في المنطقة كلّها:
1- الشهادة لإمكانية العيش المشترك بين الطوائف.
2- إقامة علاقات انسانية مبنية على احترام الآخر والإهتمام بحاجاته.
3- العمل على إرساء قواعد تربية متجددة تستعيض عن التلقين القمعيّ والقولبة بتنشئة شخصيات واعية حرّة.
...
If you want to read the rest of this article:
http://www.mjoa.org/kosty/kostyBandaleh.htmlunder "makalat" / "al iman wal moujtama3" ...
waiting for you feedback.